لــِـمــَـن الأثـــَـــر ؟

\
لمن الأثر

لمن الأثر
لمن الأثر ؟
لمن الأساورُ والحقيبة والصُّور ؟
لمن السجائرُ لـَـوَّنـَـتْ أعقابَها
شفتان يصبغـُها احمرارٌ من سقر ؟!
لمن الزهورُ النائمات بمقعدي
خرساءُ تـُـنـْطِـقـُها كراماتُ القدر ؟
لمن الشفاهُ الغافيات بوجنتيك
؛حمراءُ تحكي عن تفاصيل السّهر ؟!!
لازال يسكن في الزوايا صوتـُها
ويهزُ في دَعَـةٍ نواقـيسَ الخـطـر

أفعلتـَها
ونقضت عهدًا بيننا
وبدأت فصلاً من تباريح الضجر ؟!

أفخنتني
أفخنتني
أفخنتني
وأصبت في جسد الحقيقة مقتلاً
وأصبتني ؟!
أسْمَعـْـتها
من بعض زيفك كالذي أسمَعــْـتـَني ؟
0وسقيتها
من كأس وهمك كالذي أسقيتــَـنـِي ؟

وأظنّها
والـسَّعـْد يـملأ ُ شِـدْقــَها
ويداك تـُضـْحـِكــُها كما
بالأمس قد أضحـَكـْـتـَني

وأظنها
ويداك تـَمْخـُرُ شعـرَها
-لا زلت أذكرُ موْجـَـكَ الـ مزعوم
حين وصَـفــْتــَـني-

قبـَّلتها
وشددت نحوك في عناق ٍ خصرها ؟
وسكبتـَها
في كأس عشقك خمرة ًوأرقـْتـَني ؟
أقـسمتَ أن يديك ما
مسَّت نساءً قبلها
وملأتـَها
وهما ًعريضا ً كالذي أوهمـْـتـَـنـِي ؟
أودعتها في مقلتيك حكاية ً ؟
أغمضت جفنك هائما ومحوْتــَـني ؟
أجعلتها في معصميك أساورا ً
ونسيت عهدك حينها فنزعـْتـَـنِي ؟!

أشهقـْتــَها
عـَبـَقــًا يفوح بعطرها ؟
وثنيتَ صدرك هائما وزفرْتــَـنِي ؟
أوَ قلتَ أنك لا تتوق ُ لغيرها
ومنحتها القلبَ الذي أسكـنــْتـَنـِي ؟
أوَ لستَ أرسلت الدلاء مثانيَ

وجذبت من بئر المنى ورويْـتـَـنِي
أوَ لست من جمع الكواكب في يدي

ونظمتها عقدا بهِ طوّقــْتــَنـِي
وبنيتَ قصرًا من حجارةِ ( ربما )
وملأتـَهُ طفلا بنطفة ِ ( ليتني )
وحقنتَ في عمق الوريد ملامحي

واليوم يا لليوم كيف نزفــْتــَـنـِي ؟


ماذا أقـولُ إذا تـَعـَـثـَّـرتِ الخطى
خوفـــًا على العهد الذي أعــْطـَيــْتـَـني
ماذا أقول إذا تـَجـرّدت ِالمنى
ورأتـْك تنزع صارخا
بالغدر ما ألبَسـْـتـَـني
وقذفتَ في عين الجحيم حـِـكـايـَتي
وذروتها في الوجد حين ذروْتـَـني
وقطفتَ من غصن الحياة مشاعري
وغرستها في اليأس حيث غـَرَسـْتـَنـي
وبعثتَ في الليل الضرير غشاوة ً
وهشمت نافذة الكرى وهـَشَمْـتـَنـِي ؟
قد كنتَ لي
طيفـًا يشاغـب ليلتي
وسرقتها
مذهولة ً وسرقــْتــَـنـِي
--
فابعث لها
طيفا يناجي نومها
واعلم بأنك عــامِــدًا أيـْـقـَظــْتــَنـِي
سـتحيطها
بالوهم يسجن كـلــَّها
مشدوهة ً
وتسير حيث سـَجـنـْتـَنـي
( إنــِّي أحبك ِ )
كاذبـًا ستقولـُها
وتـُعـِـيدُها ألفـًا كما
بالأمس قد أقـْنـَعـْـتـَنِي
ستقول في عينيك سرُّ حكايتي
وتقول سيدتي لها
كذبــًا كما سَيــَّـدْتـَـنـي
فاصنعْ لها من راحتيكَ قصيدة ً
أشطارها من مقلتيكَ لـِتهـتــَنـِي
وانظمْ لها تلك الوعود قلادة ً
واسكب لها كأسـًا بها أثـْمـَلـْتـَني

أنا لا أرى عـِـقـْـدًا أنيقــًاً
بات يحوي نحرها
إلا أصابعكَ التي
تحكيكَ حين شنـقــْـتـَـني
أنا لا أرى بئرًا عميقـاً
بات يطفئُ ما بها إلا الأكاذيبَ التي
في قـَعـْرها ألـْقـَيـْتـَني
واحفرْ لها
لـحـدًا رشيقـاً من معالم جذعها
أتراك تذكر سالفـًا
بالضبط كـيف دفـنـْتـَني ؟
واحملْ لها من خافقيَّ رسالة ً
سأقول مـهلاً مـِثــْـلما أوْجــَـعـْـتـِـني
سترينَ من بين الوجوهِ ضحيـَّـة ً
حسناءَ توردُك ِالذي أوردْتـِني
وتدسُّ في خـُبْـث المساء ِ حقيبة ً
لتقولَ أني هاهنا . أرَأيـْتـِني ؟
يا للقدر !
أوَ يعزفُ الآلامَ من ذات ِ الوتر ؟
عمدًا ستنسى باقة ً
حمراءَ في ذاك الممرّ
وتدس في جيب الفجيعة صورة ً
ألوانـُها تغنيك عن سرد الخبر
عمدًا ستطبع في السجائر قبلة ً
وتـَرشُّ عطرًا ماجـنــًا لا يغتفر
وإذا غـَفـَت في وجنتيه شفاهُها
فـَستسألي ذات السؤال المُنـْتـَظـَر
لمن الأثر
لمن الأثر
لمن الأثر ؟
لمن الأساور والحقيبة والصور ؟